قال رحمه الله : مفسدات القلب ومكدراته هي :
كُُُُُُثرة الخلطة
فأما ما تؤثره كثرة الخلطة : فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود ، ويوجب له تشتتاً وتفرقاً ، وهماً وغماً وضعفاً وحملا لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء . هذا ؟ وكم جلبت خلطة الناس من نقمة ؟ ودفعت من نعمة ؟ وأنزلت من محنة ؟ وعطلت من منحة ؟ وأحلت من رزية ؟ وأوقعت في بلية ؟
الطعام
فالإسراف في الحلال والشبع المفرط ، فإنه يثقله عن الطاعات ، ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها حتى يظفر بها ، فالصوم يضيق مجاريه ويسد عليه طرقه ، والشبع يطرقها ويوسعها ، ومن أكل كثيراً شرب كثيراً فنام كثيراً فخسر كثيراً .
كثرة النوم
إذ النوم الكثير يميت القلب ، ويثقل البدن ، ويضيع الوقت ، ويورث كثرة الغفلة والكسل ، ومنه المكروه جداً ومنه الضار غير النافع للبدن ، وأنفع النوم ما كان عند الحاجة إليه ، ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره ، ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه
التعلق بغير الله
وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق ، فليس عليه اضر من ذلك ، ولا أقطع عن مصالحه وسعادته منه ، فإنه إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به وخذله ، فأعظم الناس خذلاناً من تعلق بغير الله
التمني
ويفسد القلب أيضاً بركوبه بحر التمني وهو بحر لا ساحل له ، وهو البحر الذي يركبه مفاليس العالم ، كما قيل : إن المنى رأس أموال المفاليس .
فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب
والله أعلم 15 / 10 / 1422ه ( مدارج السالكين ) .
الأسباب الجالبة لمحبة الله
قال رحمه الله :
أحدها : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد منه .
الثاني : التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة .
الثالث : دوام ذكره على كل حال باللسان واللقلب ، والعمل والحال . فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر .
الرابع : إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى .
الخامس : مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها . فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة .
السادس : مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة ، فإنها داعية إلى محبته .
السابع : وهو من أعجبها ، انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى .
الثامن : الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية ثم ختم ذلك بالاستغفار
التاسع : مجالسة المحبين الصادقين ، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما تنتقى أطايب الثمر .
العاشر : مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله . كتاب مدارج السالكين